Tuesday, February 3, 2009

إقبال من الأجانب علي اعتناق الإسلام بالجزائر

بلغ عددهم 30 شخصاً خلال شهرين فقطإقبال من الأجانب علي اعتناق الإسلام بالجزائرالانترنت وأخلاق المسلمين الجزائريين والحب وراء إعلان نطقهم للشهادةعنابة وتيزي أوزو وبجاية ومعسكر أشهر المدن التي تشهد دخول المقيمين بها الدين الإسلاميالجزائر - مصطفي فتحي:لا يمضي يوم واحد في الجزائر إلاّ وتنشر فيه الصحف خبرا عن اعتناق احد الأعاجم للإسلام في ولاية من ولايات الدولة وتشير الإحصائيات في هذا الصدد إلي ارتفاع عدد المقبلين علي الإسلام، فقد بلغ عددهم في السدس الأول من هذا العام 30 شخصا، منهم 18 فرنسيا، والباقي من أصول صينية، أمريكية وبريطانية.فقد جاءت فرانسواز إلي سكيكدة شرق الجزائر قادمة إليها من فرنسا لتشهر إسلامها بعد صراع مع العقل والقلب، حيث قررت التخلي عن الكاثوليكية والدخول في الإسلام، نطقت الشهادة في أواخر شهر شعبان الماضي وأصبح اسمها مريم. كما شرعت في الإجراءات الإدارية وسلمت لها شهادة الإسلام، لتعقد قرانها في الأخير علي شريك حياتها محمد الشريف (30 عاما).لقد كان للانترنت الفضل الكبير في تعارف محمد الشريف ومريم، كان يقضيان سويا ساعات طويلة علي النت يتبادلان أطراف الحديث من اجل التقرب من بعضهما البعض أكثر.وقد تم أول لقاء بينهما بتاريخ 29 يوليو 2006، ومنذ ذلك التاريخ والعلاقة مستمرة بينهما إلي أن أثمرت زواجا إسلاميا سعيدا.أما بخصوص قصة إسلامها، روت مريم للشروق أنها اعتنقت الإسلام في 2007، بعد صراع فكري طويل مع نفسها ومناظرات في علم الأديان مع والديها اللذين لم يتقبلا بسهولة فكرة زواجها من عربي ومسلم، خاصة وأنها تجهل كل شيء عن الإسلام سوي أسامة بن لادن وبعض الأفكار المسبقة مثل بقية غير المسلمين.من جهة أخري، لم يكن من السهل علي عائلة محمد الشريف تقبل فكرة زواج نجلهم من مسيحية كاثوليكية، فقد كانت والدته ترغب في عقد قرانه علي ابنة خالته، ووالده كان هو الآخر متحفظا علي هذه العلاقة، لكن الله أراد شيئا آخر.وتضيف بان علاقتها بمحمد الشريف جعلتها تعرف أشياء كثيرة عن الدين الإسلامي، فقد كان لديها استعداد مسبق لتوحيد الخالق، فضلا عن أنها علي قدر من الأخلاق، حيث لم يسبق لها أن احتست الخمر أو شربت السجائر، كما كانت دوما ترتدي المحتشم من الثياب. وفي هذا الإطار، فقد أكدت أن اللباس الإسلامي هو الخطوة المقبلة في انتظار أن تقتنع به.هي لا تعرف أي شيء عن الشهر الفضيل، ولا عن عادات الجزائريين في رمضان، وتري بأن كل شيء بأوانه وان هذا الدين متين وبالتالي فمن الضروري أن يوغل فيه الإنسان برفق. حاليا هي تجتهد لتعلم العربية من اجل أداء الصلاة، وكل ما تعرفه في الوقت الحاضر هو الحمد لله وبسم الله والكثير سيأتي مع الوقت.وفي عنابة أعلنت الروسية لوسيانا خورمونيف (30 عاما)، بعد رحلة طويلة بحثا عن الحقيقة اسلامها ، حيث غادرت موسكو في 2001 وتركت كل شيء هناك.قصة اسلامها تقف وراءها مدرسة رياضيات نالت إعجابها بسبب شكلها وطريقتها في إلقاء الدروس علي التلاميذ. ولاحظت لوسيانا أن أستاذتها منطوية علي نفسها وقليلة التواصل مع زملائها بالمدرسة، فقررت الاقتراب منها واكتشاف عالمها الداخلي.وقد نجحت لوسيانا في التقرب من مدرستها واستطاعت أن توطد علاقتها بها، وأصبحت المدرسة مهتمة أكثر بتلميذتها أكثر من أي وقت مضي، وكم كانت دهشتها كبيرة حين اكتشفت أن مدرستها (35 عاما) واسمها جولي مسلمة، وتنحدر من أب مقيم بروسيا البيضاء منذ عقدين من الزمن، ويمارس الطب.ومع مرور الوقت توطدت العلاقة بينهما، وانتهزت جولي الفرصة لتعرف تلميذتها بقيم ومباديء الإسلام من رحمة وتسامح وتواضع والانفتاح علي الآخر.واللافت في هذه القصة أن مدرسة الرياضيات كانت حريصة علي عدم كشف معتقداتها لأي كان، وحدث أن طلبت التلميذة، في يوم من الأيام، من صديقتها المدرسة أن تعلمها ما تجهله عن الإسلام، إلاّ أنها استطاعت بذكاء أن تغير موضوع الحديث إلي مناقشة في الرياضيات، ما حزّ في نفس لوسيانا التي كانت متلهفة لمعرفة كل شيء عن الدين الإسلامي.في صيف 2003 توجهت رفقة والديها لقضاء عطلتها السنوية بباريس، وهناك تعرفت علي شاب جزائري يقطن بولاية عنابة، ويشتغل في استيراد السيارات لذوي الحقوق.وحتي بعد عودته إلي اهله، بقي الشاب علي اتصال مع لوسيانا واتفقا علي الزواج، غير أنه وضع شروطا للمضي قدما في هذا المشروع، وأفهمها بأنه يتعين عليها أن تعتنق الإسلام، لأنه يستحيل أن توافق أسرته علي زواجه من أجنبية، ومن شدة حبها للإسلام والجزائر وافقت علي شرطه بسرعة.واتفقا علي أن تزور الجزائر بعد أن يساعدها علي اتمام الإجراءات الادارية، وفي فبراير 2001، وطأت قدما لوسيانا ارض عنابة، حيث نطقت بالشهادتين بمسجد المدينة، وارتدت الحجاب واختارت اسم أسماء، وتم الزواج وفقا للتقاليد الجزائرية.وبمسجد تيزي غنيف بولاية تيزي وزو بالقبائل نطق كورني لوسيان كريستيون (56 عاما) يعمل بالجزائر بالشهادتين، بتاريخ 28 يوليو الماضي، وقرر تغيير اسمه من لوسيان إلي مولود، يقيم بفرنسا ومتزوج من جزائرية منذ 20 سنة.لعب المغتربون الجزائريون بفرنسا دورا كبيرا في تحبيب الإسلام إلي قلب كريستيون، حيث اقام العديد من العلاقات معهم، وأعجب كثيرا بعادات وتقاليد المجتمع الجزائري المسلم وتأثر بها وازداد ميوله إلي التقرب إليه أكثر فأكثر لمعرفة المزيد عنه.في أحد الأيام التقي بصديق له من بلاد القبائل في الجزائر، فأخبره كريستيون بأنه ينوي اعتناق الإسلام، ففرح صديقه بذلك كثيرا واقترح عليه أن يأتي معه إلي تيزي غنيف لقضاء عطلة الصيف، وكانت بالنسبة له فرصة لا تعوض للتعرف أكثر علي عادات وتقاليد المجتمع القبائلي المتمسك بالإسلام.وبعد أيام من وصوله إلي القبائل شرع في الاتصال بمسؤولي وزارة الأوقاف علي مستوي محافظة تيزي وزو، قصد إتمام الإجراءات الإدارية اللازمة لاعتناق الإسلام، وتم تحديد يوم الجمعة موعد للنطق بالشهادة وهو ما تم فعلا بالمسجد بحضور جمع غفير من المصلين، حيث وبعد أن نطق بالشهادتين ألقي علي مسامعهم كلمة عبر لهم فيها عما يجول في خاطره من مشاعر في هذه المناسبة، كما أدي معهم أول جمعة في حياته الجديدة.وغير بعيد عن تيزي وزو، أشهر 8 فرنسيين إسلامهم بولاية بجاية تتراوح أعمارهم ما بين 25 و70 سنة، اختاروا من الأسماء بلال، ومحمد، وعبد العزيز، وعبد الجليل. ومتزوجون من جزائريات، كما انهم يرغبون في تكوين اسر مسلمة. وتشير الإحصائيات أن عدد معتنقي الإسلام ببجاية في ارتفاع مستمر مقارنة بالسنوات الماضية. وشهد مسجد الإمام مسلم بمعسكر، الأسبوع الماضي، إشهار فرنسية لإسلامها تدعي جافوسكي أونجيليك (30 عاما)، اختارت لنفسها اسم نجاة، قدمت رفقة زوجها المغترب، حيث نطقت بالشهادتين وصامت الأيام الأولي من رمضان، وقد أدت مؤخرا مناسك العمرة.وليست المرة الأولي التي يعلن فيها أجانب إسلامهم بنفس المسجد، ففي السنة الماضية أشهر تسعة أشخاص إسلامهم منهم أربعة رجال وخمس نساء من دول بلجيكا، فرنسا، ألمانيا وإنجلترا.وفي صيف 2007 نطقت البريطانية كاتي ستيل (27 عاما) بالشهادتين واختارت لنفسها اسم فاطمة.وفي يوليو 2007 قرر الفرنسي ستيفان سالي أندري تغيير مسار حياته واعتناق الإسلام، واختار لنفسه اسم رشيد. كما أعلن فرنسي آخر في شهر أغسطس من نفس السنة اسلامه، واختار لنفسه اسم سفيان، بالإضافة إلي فرنسي ثالث يدعي جون ليكسوندر (30 عاما) وأصبح اسمه علي. وفي فبراير من نفس السنة أعلنت فتاة اسبانية تدعي مونيكا مورت (27 عاما)، وأصبح اسمها آسيا.وفي ليلة القدر من رمضان 2006 أشهرت أنطونيلا إسلامها بأحد مساجد عنابة بالشرق الجزائري، وأصبح اسمها زينة، وحاليا تحضر لشهادة الدكتوراه في الاقتصاد بجامعة روما.قصتها مع الإسلام بدأت بلقائها مع شاب من عنابة، أعجبت بابتسامته البريئة، حيث وجدت فيه أشياء كانت تفتش عنها وتحديدا إيمانه بالله، فقد استطاع أن يبسط لها مباديء الدين الحنيف وان يحببه الي قلبها.قالت عن الإسلام لقد وجدت في هذا الدين ما كنت أبحث عنه من سعادة وصفاء روح وبساطة.. فالبساطة هي في أن تكون بجنب الله، من دون وسيط، تدعوه ثم تشكره علي استجابة الدعاء . لقد أدركت زينة أنه إذا أردت أن يكلمك الله فعليك بتلاوة كتابه، أما إذا أردت أن تكلمه أنت فعليك باستقبال القبلة والصلاة.فالاسلام بالنسبة لها أكثر من دين إنه الهوية والثقة بالنفس، والإسلام واقعي وقريب إلي الإنسان أكثر من أي دين آخر، فيه الرحمة، الحب، التفاهم، وإعانة الآخر، كما فيه غضب الله وقوته والخوف منه. كما أنه دين الصراحة والخير، وبالتالي فهو منزل للبشر وليس للملائكة.وتضيف زينة بأنها أصبحت متأكدة بأنها لن تكون سعيدة بدون الإسلام، فاعتناقها الإسلام جعلها تحس بالحرية في التفكير والتصرف، خلافا لما يحاول الغرب الترويج له من افكار لا أساس لها من الصحة من قبيل أن الإسلام انتشر بقوة السيف، في حين أن كل من اعتنق هذا الدين إلا وفعل ذلك عن قناعة. ولا زالت انطونيلا أو زينة تتذكر جيدا أول مرة لمست فيها يدها كتاب الله، حيث قالت عنها ناداني القرآن فلبيت الدعوة، وعندما حملت كتاب الله لأول مرة أغمضت عيني، وفتحت الكتاب فإذا بي أقرأ سورة العصر.. هزّتني كثيرا، سورة تتحدث عن الحق والصبر. أدركت ساعتها أنهما شيئان مهمان في الحياة، إذ الحق أن تعرف إلهك معرفة بسيطة وحقيقية، تتكون من خلالها جميع أعمالك اليومية مع نفسك ومع المحيط ومع الناس، والصبر معناه أنه مهم جدا أن تنتظر فرج الله .وبعد رحلة بحث وتعمق في دراسة أديان وعقائد عديدة انتهي المطاف بجوال مارثن إلي اعتناق الإسلام ذات يوم من سنة 1993 بمسجد أوتاوا بكندا علي يد إمام صومالي، وأصبح اسمها فريدة نور. في حين تقول عن عائلتها بكندا وعن قبولهم لإسلامها بأنهم يعتقدون بأنها تعرضت إلي غسيل مخ علي يد المسلمين الذين كان ينظر إليهم بنظرة عادية، قبل أن تتغير الأمور بعد تفجيرات 11 سبتمبر. وقالت للشروق، في هذا الصدد، بان اختيارها للاسلام هو عن قناعة، وبعد دراسة الأديان، حيث وقفت علي حقيقة مفادها وجود بعض الأشياء الجميلة والمقبولة لكن الناس لا يطبقونها. وكشفت أن طالبا هنديا ساهم في وصولها إلي الله، حيث أهداها مصحفا باللغة الإنجليزية في الوقت الذي كانت تمسك بيدها إنجيل (كينغ جيمس).وتضيف بأنها رأت في المنام شيخا طويل القامة شديد البياض في وقت كانت هي فيه نجسة، طلب منها أن تتبعه وفي نهاية المشوار سلمها كتابا وطلب منها أن تقرأه، وحين استيقظت من نومها تذكرت كتاب الله الذي وضعته فوق الخزانة، وطلبت من الله بعد أن اغتسلت بأن تفتح هذا الكتاب علي ما رأت في حلمها، فكانت سورة يس التي شرعت في قراءتها، وحين وصلت إلي قوله عز وجل (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون)، أدركت بأنها نفس الآية التي رأتها في منامها. وتضيف بأن أهم ما شد انتباهها في الإسلام العلاقات الاسرية والتضامن الاجتماعي. هذا، وقد قررت السيدة نور فريد الاستقرار نهائيا في الجزائر في 2006، بعد زواجها من السيد حميمد حسين الذي هاجر إلي كندا في سنة 1995، أي سنتين بعد اشهارها لإسلامها.

No comments:

Post a Comment